فائدة زاخرة لمن أراد النجاة في الدنيا والآخرة

                         


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله 

الخير كل الخير والسعادة كل السعادة في اتباع ماكان عليه رسول الله "عليه الصلاة والسلام" وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان ، وقد أخبر النبي " صلى الله عليه وسلم" عن افتراق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قيل: من هي يارسول الله؟ قال: ( هي الجماعة ) وقد مر ذلك ، ومر أيضا قول النبي "عليه الصلاة والسلام " في حديث العرباض ابن سارية : ( ....... فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )
ومر أيضا قول مالك " رحمه الله " : ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها )
وقال الإمام أحمد في أول اعتقاده كما في السنة للالكائي : ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " والإقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين )
وقد أثنى الله على من جاء بعد المهاجرين والأنصار ، مستغفرا لهم سائلا الله ألا يجعل في قله غلا للمؤمنين ، فقال : 
[ والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للدين امنوا ربنا إنك رءوف رحيم ]
قالت عائشة " رضي الله عنها " فيمن نال من بعض الصحابة : ( أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي " صلى الله عليه وسلم " فسبوهم ) أخرجه مسلم
وقال الله عز و جل : [ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا ]
وقال عبدالله بن مسعود " رضي الله عنه " كما في جامع بيان العلم وفضله لأبن عبد البر : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب النبي " صلى الله عليه وسلم " فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا ، قوما أختارهم الله تعالى لصحبة نبيه " عليه الصلاة والسلام " فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم )
وقال أيضا كما في سنن الدارمي : ( اتبعوا ولا تبتدعوا ، فقد كفيتم )
وفي سنن الدارمي أيضا عن عثمان بن حاضر ، قال :( دخلت على ابن عباس ، فقلت : أوصني ، فقال : نعم ! عليك بتقوى الله والاستقامة ،اتبع ولا تبتدع ! )
وفيه أيضا عن ابن سيرين قال : ( كانوا يرون أنه على الطريق ماكان على الأثر )
وفيه أيضا عن ابن مسعود "رضي الله عنه " قال: ( تعلموا العلم قبل أن يقبض ، وقبضه أن يذهب أهله ، ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع ، وعليكم بالعتيق )
والمراد بالعتيق مادل عليه دليل ، وكان عليه السلف ، ولم يكن محدثا
وفي كتاب السنة لمحمد بن نصر المروزي أن عبدالله بن مسعود "رضي الله عنه " قال : ( إنكم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول ) 
وفيه أيضا أن حذيفة بن اليمان " رضي الله عنه " قال : ( يامعشر القراء ! اسلكوا الطريق ، فوالله ! لئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بينا ، وإن اخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا )
وفيه أيضا عن أبي الدرداء "رضي الله عنه " قال :(اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة ،إنك إن تتبع خير من أن تبتدع ، ولن تخطئ الطريق ما اتبعت الأثر )
وفيه أيضا ( أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلى الناس أنه لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله " عليه الصلاة والسلام " )
وفيه عن عروة بن الزبير أنه قال : ( السنن ! السنن ! فإن السنن قوام الدين )
ولقد أحسن من قال :
دين النبي محمد أخبار *** نعم المطية للفتى آثار
لاترغبن عن الحديث وأهله *** فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى *** والشمس بازغة لها أنوار
وقال آخر وأحسن فيما قال :
الفقه في الدين بالآثار مقترن *** فاشغل زمانك في فقه وفي أثر
فالشغل بالفقه والآثار مرتفع *** بقاصد الله فوق الشمس والقمر

المصدر :
كتاب ( قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابي زيد القيرواني )

تأليف :
عبدالمحسن بن حمد العباد البدر

لا اله الا الله محمد رسول الله
الإبتساماتإخفاء